نبض الشارع الكندي
ثمة حقيقة ثابته مفادها: إذا أردت أن تقرأ بوضوح وموضوعية مدى تصرف ساسة الدول وحكوماتها لجهة أي دولة أخرى فعليك قراءة استجابة وردود أفعال مواطنيها بوصفة أي المواطن هو الذي يتأثر بالدرجة الأولى من انعكاسات وتبعات توجهات وسلوكيات ساسته في الأنحاء .
ولنا في كندا التي توسلت سلوكاً شائناً ومستهجناً لجهة المملكة أكبر دليل على صحة ودقة الاستنتاج فمنذُ قطعت المملكة علاقتها بكندا على خلفية تدخلها السافر وردود أفعال الشعب الكندي تتوالى ضجراً واستياءً منتقدة وبوتيرة حادة تصرفها مع المملكة التي تعد دولة صديقة يستوجب تقديرها واحترامها عوضاً عن التدخل في شؤونها والتجاسر على سيادتها.
المفارقة العجيبة أن كندا لم تكتف بموقفها السلبي الذي لم يزل ماثلاً ومعيباً (دور المتفرج) لجهة الموقف العالمي الموحد لناحية الخطر الإيراني وغيرها من القضايا المهمة في حين انشغلت في أمور كان يفترض ألا تدس أنملة أنفها بها.
يعرف هذا الاختلال وسوء التدبير في عوالم السياسة والعلاقات الدولية باصطلاح (الوهن السياسي) وهي مرحلة مرضية يفقد بها الساسة الإتزان والتعقل ومن أعراضها الخطيرة ضبابية الاستبصار واعتلال خاصية التمييز واستشراف الأمور في شتى المناحي من جملتها عدم التمييز بين الصديق من العدو والشاهد ها هي (قطر) إنموذجاً شاخصاً فقد كانت في عداد الدول الصديقة قبل أن تعتل وتصاب بالوهن السياسي.
لا يوجد تعليقات